تعزيز أنظمة الإنذار المبكر في السودان: ورش عمل يقودها مكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية للحد من مخاطر الكوارث والشركاء
في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2024، استضافت السودان ورشتي عمل تهدفان إلى تعزيز القدرات فيما يخص الإنذار المبكر ضد الكوارث، مع التركيز على بناء القدرة على الصمود في ظل التحديات الفريدة التي تواجه البلاد. نُظمت هذه الورش ضمن مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والاتحاد الدولي للاتصالات. تأتي هذه الورش لتؤكد التزام السودان بتعزيز بنيته التحتية في مجال التأهب للكوارث من خلال تحسين المعرفة بالمخاطر وتعزيز الاستجابة المتعددة القطاعات والمنسقة.
جمعت الورش مجموعة متنوعة من المشاركين من أصحاب المصلحة الرئيسيين من مختلف القطاعات، مثل الوكالات الحكومية المسؤولة عن إدارة المخاطر والأرصاد الجوية، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني المعنية بالمناخ والمعلومات الخاصة بالكوارث، وهيئة الأرصاد الجوية السودانية، والهلال الأحمر السوداني، وشركاء القطاع الخاص، بما في ذلك مشغلي شبكات الهاتف المحمول. كما شارك شركاء تنفيذ مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" ووسائل الإعلام والجهات المانحة.
إطلاق مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" على المستوى الوطني
قدمت الورشة الأولى مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" في السودان، استجابةً لدعوة عالمية لضمان أن يتم حماية الجميع من خلال أنظمة الإنذار المبكر بحلول عام 2027. يواجه السودان، الذي يعاني من المخاطر الطبيعية والصراعات وتغير المناخ، حاجة ملحة لأنظمة إنذار مبكر قوية للتخفيف من هذه التهديدات وإنقاذ الأرواح. خلال الورشة التي استمرت لمدة يومين، قيّم المشاركون الوضع الحالي لأنظمة الإنذار المبكر في السودان، مع التركيز على الفجوات الرئيسية، خاصة في مجالات جمع البيانات والتنبؤ والتواصل والاستعداد.
كانت النقاشات تتمحور حول أربعة أعمدة أساسية لمبادرة "الإنذار المبكر للجميع" المعرفة بالمخاطر، والرصد والتنبؤ، والنشر والتواصل، والاستعداد للاستجابة. تُعدّ هذه العناصر أساسية لنظام إنذار مبكر فعَال وشامل ويرتكز على الناس ويمكنه العمل حتى في الظروف الهشة. كما ناقش المشاركون احتياجات السودان الخاصة وصاغوا خطوات أولية لخارطة طريق وطنية تمتد لعدة سنوات، مع تحديد الموارد والمساعدة الفنية والتعاون بين الأطراف لتحقيق التغطية الوطنية لأنظمة الإنذار المبكر.
ورشة عمل تقنية لتعزيز المعرفة بالمخاطر للإنذارات المبكرة
ركزت الورشة الثانية على تعزيز المعرفة بالمخاطر، وهي الركيزة الأولى أساسية لمبادرة "الإنذار المبكر للجميع." اجتمع أصحاب المصلحة، بمن فيهم ممثلو الوزارات الحكومية الرئيسية والخبراء الفنيون والشركاء من الأمم المتحدة، لتقييم جمع وإدارة واستخدام المعلومات حول المخاطر كأساس لنظام إنذار مبكر فعّال. شملت إحدى الأنشطة الرئيسية تحليلاً يستند إلى سيناريو للفيضانات الأخيرة التي أثرت على ولايات كسلا والبحر الأحمر والقضارف، حيث تضرر أكثر من 32,000 شخص. قام المشاركون بتحديد قدرات السودان الحالية للإنذار المبكر في هذا السيناريو، مع تحديد الفجوات الرئيسية في جمع البيانات ورصد الأخطار ونشر رسائل الإنذار المبكر وتنسيق الاستجابة.
كما تم تعريف المشاركين بـ "دليل استخدام المعرفة بالمخاطر في أنظمة الإنذار المبكر،" والذي يوفر إرشادات منظمة حول كيفية استخدام المعلومات المتعلقة بالمخاطر لتحديد السيناريوهات المرجعية، ووضع أهداف قصيرة ومتوسطة الأجل، وتكييف الإنذارات مع السياقات الفريدة للسودان. تضمنت التمارين إنشاء سيناريو مرجعي وإجراء تحليل للفجوات وتحديد أهداف قابلة للتحقيق لتحسين وظائف الإنذار المبكر.
خطوة نحو المرونة في ظل الهشاشة
ألقت الورشتان الضوء على التحديات التي تواجهها السودان في تنفيذ أنظمة الإنذار المبكر ضمن سياق الهشاشة والنزاعات. ركزت إحدى الجلسات على تعقيدات نشر الإنذارات المبكرة في المناطق المتأثرة بالنزاعات والسياقات العنيفة، مما أكد أهمية استراتيجيات مرنة ومعرفة محلية وتعاون بين مختلف القطاعات، من الصحة إلى الزراعة. اتفق الحاضرون على ضرورة استمرار الحوار والتنسيق بين أصحاب المصلحة وتعزيز نهج "كامل المجتمع" الذي يشمل الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والشركاء الدوليين.
يتقدم مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، بالتعاون مع السلطات السودانية والشركاء، دعمًا مستمرًا للسودان للحد من مخاطر الكوارث وتعزيز قدراته على حماية الفئات السكانية الضعيفة.